بحـث
المواضيع الأخيرة
قلبي مريض .... يا رب اشفيني
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قلبي مريض .... يا رب اشفيني
من كتاب
البحر الرائق في الزهد والرقائق
للشيخ / احمد فريد
قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب))(رواه البخاري ومسلم) .
فهو ملكها وهي المنفذة لما يأمرها به القابلة لما يأتيها من هديه ، ولا يستقيم لها شيء من أعمالها حتى تصدر عن قصده ونيته ، وهو ا
لمسؤول عنها كلها ، فكل راعٍ مسؤول عن رعيته ، لذا كان الاهتمام بتصحيح القلب وتسديده أول ما اعتمد عليه السالكون والنظر في
أمراض القلب وعلاجها أهم ما تنسك به الناسكون .
اقسام القلوب :
لما كان القلب يوصف بالحياة وضدها انقسم بحسب ذلك إلى أقسام ثلاثة :
قلب سليم ـ وقلب ميت ـ قلب مريض .
القل السليم:
وهو القلب الذي لا ينجو يوم القامة إلا من أتى الله به كما قال تعالى : (يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ
سليم)(الشعراء/88) .
والسليم هو السالم الذي صارت السلامة صفةً ثابتةً له كالعليم والقدير ،
وأيضـًا فإنه ضد المريض والسقيم والعليل ،
فهو الذي قد سَلِمَ مَن كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه ، ومن كل شبهة تعارض خبره ،
فسلم من عبودية ما سواه ، وسلم من تحكيم غير رسوله ،
فخلصت عبوديته لله تعالى إرادةً ومحبةً وتوكلاً ،
وإنابة وإخباتـًا وخشية ورجاء ،
وخلص عمله لله ، فإن أحبَّ أحب في الله ، وإن أبغض أبغض في الله ،
وإن أعطى أعطى لله ، وإن منع منع لله ، ولا يكفيه هذا حتى يسلم من الانقياد والتحكيم لكل من عدا رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيعقد
قلبه معه عقدًا محكمـًا على الائتمام والاقتداء به وحده دون كل أحد في الأقوال والأفعال .
القلب الميت :
هو القلب الذي لا حياة فيه ، فهو لا يعرف ربه ولا يعبده بأمره وما يحبه ويرضاه ، بل هو واقفٌ مع شهواته ولذاته ، ولو كان فيها
سخط ربه وغضبه فهو لا يبالي إذا فاز بشهوته رضى ربه أم سخط ، فهو متعبد لغير الله حبـًا وخوفـًا ورجاءً ورضـًا وسخطـًا وتعظيمـًا
وذلاً ، إن أحب أحب لهواه ، وإن أبغض أبغض لهواه ، وإن منع منع لهواه ، وإن أعطى أعطى لهواه ، فهواه آثر عنده من رضا مولاه
، فالهوى إمامه ، والشهوة قائده ، والجهل سائقه ، والغفلة مركبه ، فهو بالفكر في تحصيل أغراضه الدنيوية مغمور ، وبسكرة الهوى
وحب العاجلة مخمور ، ينادى إلى الله والدار الآخرة من مكان بعيد فلا يستجيب للناصح ويتبع كل شيطان مريد ، الدنيا تسخطه وترضيه
، والهوى يصمُّه عما سوى الباطل ويعميه ، فمخالطة صاحب هذا القلب سقم ، ومعاشرته سم ، ومجالسته هلاك .
القلب المريض :
قلب له حياة وبه علة ، فله مادتان تمده هذه مرة وهذه أخرى ،
وهو لما غلب عليه منهما ،
ففيه من محبة الله تعالى والإيمان به والإخلاص له والتوكل عليه ما هو مادة حياته ،
وفيه من محبة الشهوات وإيثارها والحرص على تحصيلها والحسد والعجب والكبر وحب العلو والفساد في الأرض والرياسة ما هو مادة
هلاكِهِ وعطبه ،
وهو ممتحن بين داعيين : داعٍ يدعوه إلى الله ورسوله والدار الآخرة ،
وداعٍ يدعوه إلى العاجلة ، وهو إنما يجيب أقربهما منه وأدناهما إليه جوارًا .
فالقلب الأول حيٌ مخبتٌ ،
والثاني يابسٌ ميتٌ ،
والثالث مريض
فإما إلى السلامة أدنى ، وإما إلى العطب أدنى
البحر الرائق في الزهد والرقائق
للشيخ / احمد فريد
قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب))(رواه البخاري ومسلم) .
فهو ملكها وهي المنفذة لما يأمرها به القابلة لما يأتيها من هديه ، ولا يستقيم لها شيء من أعمالها حتى تصدر عن قصده ونيته ، وهو ا
لمسؤول عنها كلها ، فكل راعٍ مسؤول عن رعيته ، لذا كان الاهتمام بتصحيح القلب وتسديده أول ما اعتمد عليه السالكون والنظر في
أمراض القلب وعلاجها أهم ما تنسك به الناسكون .
اقسام القلوب :
لما كان القلب يوصف بالحياة وضدها انقسم بحسب ذلك إلى أقسام ثلاثة :
قلب سليم ـ وقلب ميت ـ قلب مريض .
القل السليم:
وهو القلب الذي لا ينجو يوم القامة إلا من أتى الله به كما قال تعالى : (يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ
سليم)(الشعراء/88) .
والسليم هو السالم الذي صارت السلامة صفةً ثابتةً له كالعليم والقدير ،
وأيضـًا فإنه ضد المريض والسقيم والعليل ،
فهو الذي قد سَلِمَ مَن كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه ، ومن كل شبهة تعارض خبره ،
فسلم من عبودية ما سواه ، وسلم من تحكيم غير رسوله ،
فخلصت عبوديته لله تعالى إرادةً ومحبةً وتوكلاً ،
وإنابة وإخباتـًا وخشية ورجاء ،
وخلص عمله لله ، فإن أحبَّ أحب في الله ، وإن أبغض أبغض في الله ،
وإن أعطى أعطى لله ، وإن منع منع لله ، ولا يكفيه هذا حتى يسلم من الانقياد والتحكيم لكل من عدا رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيعقد
قلبه معه عقدًا محكمـًا على الائتمام والاقتداء به وحده دون كل أحد في الأقوال والأفعال .
القلب الميت :
هو القلب الذي لا حياة فيه ، فهو لا يعرف ربه ولا يعبده بأمره وما يحبه ويرضاه ، بل هو واقفٌ مع شهواته ولذاته ، ولو كان فيها
سخط ربه وغضبه فهو لا يبالي إذا فاز بشهوته رضى ربه أم سخط ، فهو متعبد لغير الله حبـًا وخوفـًا ورجاءً ورضـًا وسخطـًا وتعظيمـًا
وذلاً ، إن أحب أحب لهواه ، وإن أبغض أبغض لهواه ، وإن منع منع لهواه ، وإن أعطى أعطى لهواه ، فهواه آثر عنده من رضا مولاه
، فالهوى إمامه ، والشهوة قائده ، والجهل سائقه ، والغفلة مركبه ، فهو بالفكر في تحصيل أغراضه الدنيوية مغمور ، وبسكرة الهوى
وحب العاجلة مخمور ، ينادى إلى الله والدار الآخرة من مكان بعيد فلا يستجيب للناصح ويتبع كل شيطان مريد ، الدنيا تسخطه وترضيه
، والهوى يصمُّه عما سوى الباطل ويعميه ، فمخالطة صاحب هذا القلب سقم ، ومعاشرته سم ، ومجالسته هلاك .
القلب المريض :
قلب له حياة وبه علة ، فله مادتان تمده هذه مرة وهذه أخرى ،
وهو لما غلب عليه منهما ،
ففيه من محبة الله تعالى والإيمان به والإخلاص له والتوكل عليه ما هو مادة حياته ،
وفيه من محبة الشهوات وإيثارها والحرص على تحصيلها والحسد والعجب والكبر وحب العلو والفساد في الأرض والرياسة ما هو مادة
هلاكِهِ وعطبه ،
وهو ممتحن بين داعيين : داعٍ يدعوه إلى الله ورسوله والدار الآخرة ،
وداعٍ يدعوه إلى العاجلة ، وهو إنما يجيب أقربهما منه وأدناهما إليه جوارًا .
فالقلب الأول حيٌ مخبتٌ ،
والثاني يابسٌ ميتٌ ،
والثالث مريض
فإما إلى السلامة أدنى ، وإما إلى العطب أدنى
سوسو كول- عضو جديد
- عدد المساهمات : 2
نقاط : 6
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 28/03/2010
رد: قلبي مريض .... يا رب اشفيني
jتسلمى اختى على الموضوع الرائع وجزاكى الله خيرا عنة
فى انتظار جديدك دائما
فى انتظار جديدك دائما
sara- مشرف
- عدد المساهمات : 150
نقاط : 296
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 10/02/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين سبتمبر 07, 2015 11:46 am من طرف المسلمانى
» قصتي مع العلامة الألباني رحمه الله محاضرة شيقة لفضيلة الشيخ أبو إسحاق
الإثنين سبتمبر 07, 2015 11:41 am من طرف المسلمانى
» اضحك من قلبك .. مع الصعايدة مش هتقدر تغمض عنيك
الأربعاء أغسطس 19, 2015 2:28 pm من طرف المسلمانى
» الأشعة التداخلية أمل جديد فى علاجات أورام الرحم
الثلاثاء أغسطس 18, 2015 1:26 pm من طرف المسلمانى
» دبلومة التصوير ولأفلام الوثائقي
الخميس مايو 09, 2013 11:08 pm من طرف المسلمانى
» مشهد غاية فى الروعة
الخميس مايو 09, 2013 11:04 pm من طرف المسلمانى
» عمل معيدا بكلية الألسن وتم فصله
الخميس مايو 09, 2013 11:00 pm من طرف المسلمانى
» قصة حقيقية
الخميس مايو 09, 2013 8:47 pm من طرف المسلمانى
» معلومات عن ديون مصر
الخميس مايو 09, 2013 8:37 pm من طرف المسلمانى