ابنــــــــــــاء الحـــــــــــريه
زائرنا العزيز نتشرف بتسجلك

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ابنــــــــــــاء الحـــــــــــريه
زائرنا العزيز نتشرف بتسجلك
ابنــــــــــــاء الحـــــــــــريه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» كيفية صنع الكريمة الطرية او الكريم
الصلاة Emptyالإثنين سبتمبر 07, 2015 11:46 am من طرف المسلمانى

» قصتي مع العلامة الألباني رحمه الله محاضرة شيقة لفضيلة الشيخ أبو إسحاق
الصلاة Emptyالإثنين سبتمبر 07, 2015 11:41 am من طرف المسلمانى

» اضحك من قلبك .. مع الصعايدة مش هتقدر تغمض عنيك
الصلاة Emptyالأربعاء أغسطس 19, 2015 2:28 pm من طرف المسلمانى

» الأشعة التداخلية أمل جديد فى علاجات أورام الرحم
الصلاة Emptyالثلاثاء أغسطس 18, 2015 1:26 pm من طرف المسلمانى

» دبلومة التصوير ولأفلام الوثائقي
الصلاة Emptyالخميس مايو 09, 2013 11:08 pm من طرف المسلمانى

» مشهد غاية فى الروعة
الصلاة Emptyالخميس مايو 09, 2013 11:04 pm من طرف المسلمانى

» عمل معيدا بكلية الألسن وتم فصله
الصلاة Emptyالخميس مايو 09, 2013 11:00 pm من طرف المسلمانى

» قصة حقيقية
الصلاة Emptyالخميس مايو 09, 2013 8:47 pm من طرف المسلمانى

» معلومات عن ديون مصر
الصلاة Emptyالخميس مايو 09, 2013 8:37 pm من طرف المسلمانى

التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني

الصلاة

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

الصلاة Empty الصلاة

مُساهمة من طرف المسلمانى الأربعاء أبريل 21, 2010 7:58 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

أرحنا بها يا بلال

أخي الطالب، اعرف أنك دائم البحث والتنقيب عن الراحة والسعادة؛ بل أعرف أنك تُسخِّر معظم إمكانياتك إن لم تكن كلها- في البحث عن هذه الراحة.

ولكن ألم تقف مع نفسك، وتسألها: ما هي الراحة التي تريدين؟ وكيف الوصول إليها؟

إنك إن أردت القيام ببحث علمي فإن أول ما تفعله هو أن تضع لنفسك تصورًا للخطوات التي سوف تسير عليها في بحثك؛ لتحصل أعلى الدرجات. إذن قف، واسأل نفسك، وحدد خطواتك في طريق الراحة، وتعال أدلك على أهم هذه الخطوات، وهى "الصلاة" التي يقصدها الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم من قوله-: "أرحنا بها يا بلال" وقد كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر هرع إلى الصلاة ، وكان يقول:".. وجعلت قرة عيني في الصلاة ".



منزلة الصلاة في الإسلام



الصلاة عماد الدين، وركنه الركين، من أقامها فقد أقام الدين، ومن هدمها -أو منعها- فقد هدم الدين.

قال -صلى الله عليه وسلم-: "رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد". (أخرجه الترمذي). وقال -صلى الله عليه وسلم-: "بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت".

من هذين الحديثين تتضح أهميه الصلاة ومنزلتها في الإسلام؛ فهي العمود الذي يقوم عليه هذا الدين كما نفهم من الحديث الأول-، وهى القاعدة الثانية من قواعد الإسلام بعد الشهادتين في الحديث الثاني، ولا ريب أنها أعظم هذه القواعد والأركان على الإطلاق؛ فهي الصلة الوثقى بين العبد وربه، وهي العهد الذي يجدده العبد مع خالقه في اليوم والليلة خمس مرات على الأقل.
ويؤكد الدكتور يوسف القرضاوي على اهتمام القرآن بالصلاة، فيقول: "يذكرها القرآن في دعاء الخليل إبراهيم: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ} ويمدح بها الذبيح إسماعيل {وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} ويأمر الله كليمه موسى بإقامتها أول ما يأمر به في ساعات الوحي الأولى: {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى * إِنَّنِي أَنَا اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي} ويوحى إليه وإلى أخيه هارون: {أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} وفي وصية لقمان لابنه: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} وينطق المسيح عيسى في مهده: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} ويأمر الله بها خاتم أنبيائه: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} ويجعلها جوهرية من صفات المتقين تتلو الإيمان بالغيب: {هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}


ويبدأ بها ويختم أوصاف المؤمنين المفلحين: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لأمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ}


لماذا تصلى؟



أخي الطالب ربما تسأل نفسك أو تسألك نفسك: لماذا تصلى؟ والإجابة على هذا السؤال تتلخص في النقاط التالية:

الصلاة نور:

فالصلاة نور يتلألأ في قلب المؤمن، ويسطع على وجهه، وينعكس على جوارحه، وهي نور يضيء للمؤمن طريقه في ظلمات هذه الحياة؛ فالمصلي يرى بنور الصلاة ما لا يراه الناظرون المبصرون في وضح النهار.

وهي نور في قلبه، ونور عن يمينه، ونور عن شماله، ونور من بين يديه، ونور من خلفه، وهي له نور يوم القيامة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن-أو تملأ- ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور ……. (رواه مسلم).

وروى ابن حبان بإسناد حسن عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من مشى في ظلمة الليل إلى المسجد لقي الله عز وجل بنور يوم القيامة".



الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر



والصلاة تدفع العبد دفعًا إلى طاعة الله -عز وجل-، وتقوده إلى رضوانه، وتنأى به عن المعاصي والذنوب والمنكرات، وتبغضه في كل عمل يُغضب الله تعالى-، قال الله تعالى: {إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} (العنكبوت: 45).

وإنما تنهى الصلاة صاحبها من الفحشاء والمنكر، إذا أداها بخشوع وخضوع وإخلاص، وحافظ عليها في أوقاتها، وأتم ركوعها وسجودها، ولم ينقرها كنقر الغراب، ووجد فيها روحه وريحانه، ولم يدخلها وهو كاره لها أو متثاقل في أدائها .



الصلاة مكفرة للذنوب :



ودليل ذلك قول الله تعالى-: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيْ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} (هود: 114). المراد بالحسنات هنا- الصلوات الخمس؛ بدليل قوله صلى الله عليه وسلم-: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تُغشَ الكبائر" (رواه مسلم). وقال صلى الله عليه وسلم-: "أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء"؟ قالوا: "لا يبقى من درنه شيء" قال: "فذلك الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا" (رواه البخاري ومسلم).

وقد روى مسلم في صحيحه عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه-قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يقول: "ما من امرئ تحضره صلاة مكتوبة؛ فيُحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تُؤتَ الكبائر، وذلك الدهرَ كله".

ورُوي عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه، غُفر له ما تقدم من ذنبه" (أخرجه الشيخان).

إنها فرصة أخي الطالب- فلا تضيعها.

ما أحوجك إلى أن يغفر الله ذنبك!

ما أحوجك إلى أن يكفر الله خطاياك!

فأقبل ولا تتردد، ونوِّرْ قلبك بنور الله.


الصلاة صلة بين العبد وربه:



عزيزي الطالب، إذا كان بينك وبين شخص ذي جاه ومكانة أية صلة فإنك تفخر بهذه الصلة وتفرح بها بين قرنائك، فما بالك إذا توافرت الفرصة لتكون لك صلة بخالق السماوات والأرض ومالك الملك سبحانه؟

إنها الصلاة الصلة بين العبد الفقير الذي لا حول له ولا قوة وبين الله ذي الحول والقوة، ما أسعد هذا العبد عندما يركن إلى القوي المتين، لا لصاحب منصب قد يزول عنه منصبه في أي وقت، ولا لصاحب قوة قد تضعف ويصير طريح الفراش والمرض.

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيما يرويه عن ربه عز وجل: "إذا تقرب العبد إلىّ شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإذا تقرب إلىّ ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإذا أتانى يمشى أتيته هرولة" (رواه البخاري).

وأكثر ما يتقرب به العبد من الله سبحانه وتعالى أن يمارس أصل العبادة وهو الذل والخضوع والانكسار والاستسلام ، والصلاة تقرب العبد من الله وبخاصة السجود لله. قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء" (رواه مسلم).

يقول الإمام النووي: "معناه أقرب ما يكون من رحمة ربه وفضله، وفيه الحث على الدعاء في السجود، وفيه دليل لمن يقول: إن السجود أفضل من القيام وسائر أركان الصلاة".

ويستشعر المسلم في سجوده لذة القرب من الله.. إنها اللذة التي يستشعرها الإنسان حينما يستيقن أنه يأوي إلى ركن متين قادر على قضاء حاجته بعد أن عجز البشر.. يقول الإمام أحمد: "إن استشعار القرب هو الذي يورث هذه اللذة؛ فينسى الساجد من حوله، وهو يُسبح ويحلق بعيدًا عن كل العلائق التي تربطه بهذا الطين، هذه اللذة هي التي جعلت سعيد بن جبير رضى الله عنه- يقول عندما لقي مسروقًا: "يا أبا سعيد ما من شيء يرغب إلا أن نعفر وجوهنا في هذا التراب".

وجعلت مسروقًا بعد ذلك يستصغر كل لذائذ الدنيا، ولا يجعل فيها إلا لذة واحدة يندم على تركها إذا غادر هذه الدنيا؛ ألا وهى "لذة السجود"؛ فيقول: "ما من الدنيا شيء آسى عليه إلا السجود لله تعالى".


أثر الصلاة على النفس:



أخي الطالب، لقد كثرت في زماننا هذا الأمراض النفسية والعصبية ومظاهر الانفصام، ولكن لا نجد ذلك إلا فيمن ابتعد عن الله عز وجل- وعن الصلاة؛ فالصلاة تشفي من الأمراض النفسية، وهذا ما أكدته الأبحاث العلمية التي قامت بها هيئة الإعجاز العلمي بمكة المكرمة، مؤكدة أن إنسان هذا العصر يتلقى الأذى النفسي وتحدي ضغوط الحياة دون أن يتمكن من تصريف طاقة الانفعال في عملية فعلية، ولكن الصلاة التي تربط الإنسان بخالقه سبحانه وتعالى- عدة مرات في اليوم تجعله في حالة روحية مطمئنة، تمكنه من التخفيف من حدة الانفعالات وتلقى الأنباء المزعجة بصبر وثبات.
إن وقوف المؤمن بين يدي ربه كل يوم خمس مرات يرسخ في وعيه وذاكرته كل المعاني الإسلامية الراقية التي تجعل الشدائد الدنيوية أمرًا هينًا مقارنة بما ينتظر الإنسان من أجر وثواب الصبر، قال الله تعالى: {إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلاَّ الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ دَائِمُونَ} (المعارج: 19-23).



وقد أشار أحد مستشاري الطب النفسي إلى "أن الصلاة تعتبر وسيلة علاج نفسي تعتمد على عدة وسائل من بينها عملية التصور وتركيز الانتباه؛ إذ إن أعلى درجات العبادة هي الإحسان، وهو استحضار الخشوع وعظمة موقف المثول بين يديْ الله جل وعلا- أثناء الصلاة، وهذا الخشوع الناتج عن التركيز الباطن يُحدث انخفاضًا للتوتر مما يؤدى إلى راحة نفسية وجسمية مهمة".
قال الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ} (المؤمنون 1-2)، وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث يقول: "يا بلال أقم الصلاة أرحنا" ، وفى رواية: "أرحنا بها يا بلال؛ الصلاة".



إن الراحة النفسية التي تمنحها الصلاة لمن يداوم عليها تؤدي إلى التخلص من الهموم والتوترات، وتضع المسلم في إطار عقائدي متماسك، تجعله باتصال دائم مع خالقه، يستشعر منه الرحمة، ويستمد منه العون، ويسأله التوفيق والفلاح في أمور الدنيا والآخرة.



أثر الصلاة على المجتمع:

قديمًا كان الفلاسفة يحلمون بالمدينة الفاضلة التي تسودها المودة والتعاطف والتكافل، ويسود الحب بين أبنائها، ولا يعرفون الضغينة ولا التقاطع ولا التدابر ولا الصراع الطبقي ولا الغش والانحلال والرذيلة وغيرها من الأمراض التي تصيب المجتمعات.

لقد حرص الإسلام على تشجيع المسلمين وحضِّهم على أداء الصلاة في جماعة في المسجد، وجعل الصلاة في المسجد تفضل صلاة الفرد في بيته أو عمله بسبع وعشرين درجة، ولك أن تتخيل مجتمعا يلتقي أفراده في اليوم خمس مرات؛ في مكان واحد، وفي وقت واحد، وعلى غرض واحد، وبنية واحدة، ومتجهين وجهة واحدة، لا فرق بين غني وفقير، ولا كبير وصغير، ولا عظيم ولا حقير. إن مجتمعا كهذا سرعان ما تتحقق فيه روح الوحدة والتعاون والتآلف والترابط بين أفراده بما لا يتحقق في مجتمع آخر. وهو ما يعتبر طريقة رائعة لتحقيق الحديث النبوي الشريف: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا" (رواه مسلم).

وكان صلى الله عليه وسلم- يتفقد أصحابه في الصلاة في المسجد فإذا غاب أحدهم ذهب ليسأل عنه.

ثم أدعوك أخي المسلم أن تتدبر الحديث الذي يريه الرسول عن رب العزة الذي يقول فيه: "إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتي، ولم يستطل على خلقي، ولم يبت مصرًّا على معصيتي، وقطع النهار في ذكري، ورحم الأرملة والمسكين والمصاب"
إن الشروط التي وضعها هذا الحديث لمن أراد أن تقبل صلاته لجديرة بأن مجتمع المدينة الفاضلة؛ فلك أن تتخيل مجتمعًا كل أفراده متواضعون لعظمة الله، لا فرق بين غنيهم وفقيرهم، ولا يجرؤ أحد منهم أن يستطيل على خلق الله أو يؤذيهم، ثم لا يبيت أحد منهم على معصية فهو دائمًا يضع أمام عينيه قول الله تعالى-: {إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} (العنكبوت: 45). ولكن إذا أغواه الشيطان ففعل معصية سرعان ما يتذكر قوله تعالى-: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} (آل عمران: 135).



ثم نجد هذا العبد الذي يرجو أن تقبل صلاته يقطع النهار ذاكرا لله سبحانه وتعالى-، لا يضيع وقته في الغيبة والنميمة وذكر سير الناس.

ثم نجد قمة التآخي والترابط والتآلف بين أفراد هذا المجتمع فهم يرحمون الأرملة ويتولون أمرها ويعولونها، وكذلك يفعلون مع المسكين الذي لا يجد قوت يومه، ثم يهتمون بالمصاب أي مصاب؛ سواء المصاب إصابة حسية أم معنوية.إن مجتمعا كهذا يصبح كالنسيج الواحد المترابطة خيوطه المتماسكة أنسجته فهو يصعب اختراقه أو النيل منه.



صلاة الجماعة ومزاياها



أخي الطالب عليك أن تعلم أن الله لم يطلب منك أن تؤدي الصلاة منفردًا في بيتك، ولكن عليك أن تحرص على أن تؤديها في جماعة في المسجد، ولذلك فضائل جمة وفوائد عظيمة ينبيك عنها فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي إذ يقول في كتابه (العبادة في الإسلام): "والصلاة الإسلامية تربية اجتماعية رشيدة، ومدرسة إنسانية عالية، على نسق فريد في تاريخ الأديان والعبادات.

فالإسلام لم يكتفِ من المسلم أن يؤدي الصلاة وحده في عزلة عن المجتمع الذي يحيا فيه، ولكنه دعاه دعوة قوية إلى أدائها في جماعة، وبخاصة في المسجد، وهمَّ الرسول أن يحرق على قوم بيوتهم؛ لأنهم يتخلفون عن الجماعات، فإن لم تكن هذه الجماعة واجبا فهي أفضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة في نظر الإسلام.

روى مسلم عن ابن مسعود قال: "من سرَّه أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله تعالى شرع لنبيكم -صلى الله عليه وسلم- سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، وإنكم لو صليتم في بيوتكم، كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد، إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة، ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها -أي صلاة الجماعة- إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يتهادى بين الرجلين يسندانه لمرضه حتى يقام في الصف.

ولم يجعل الإعلام بدخول وقت الصلاة عن طريق ناقوس يُدق، أو بوق يُنفخ، أو نار تُشعل، كما في ديانات سابقة، وإنما اختار لها طريقا آخر فيه معنى الشعار والهتاف والنشيد القومي المؤثر بقوة عباراته، وطريقة إلقائه، ونصاعة معانيه: ذلك هو الأذان: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد ألا إله إلا الله، أشهد ألا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله".

تنطلق بهذا النشيد الإلهي في وقت واحد حناجر المؤذنين من فوق مآذنهم، فيستجيب المؤمنون للنداء ويجتمعون خمس مرات في كل يوم في مسجد حيهم.

ثم يجتمعون على نطاق واسع في صلاة الجمعة، تلك الفريضة الأسبوعية التي أوجب الله فيها الجماعة إيجابا وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (الجمعة: 9).

ولم يبح التخلف عنها لغير عذر "من ترك ثلاث جمع تهاونا بها طبع الله على قلبه" لينتهين قوم عن وَدَعهم -أي تركهم- الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين".

وفي هذا الاجتماع الأسبوعي تعليم وتوجيه، وموعظة وتذكير، وتجديد للبيعة، وإحياء لعاطفة الأخوة، وتركيز للوحدة، وإظهار للقوة. ثم يتسع النطاق أكثر في صلاة العيدين، فقد أراد الإسلام من هذه الصلاة أن تكون مؤتمرا جامعا، ومهرجانا كبيرا يجمع أهل البلد قاطبة في مكان واحد في الخلاء، يذهب إليها الرجال والنساء حتى ذوات العذر منهن.

عن أم عطية قالت: أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نخرجهن في الفطر والأضحى (العواتق والحيض وذوات الخدور)، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة، ويشهدن الخير ودعوة المسلمين، قلت: يا رسول الله، إحدانا لا يكون لها جلباب؟

قال: لتلبسها أختها من جلبابها".



تارك الصلاة

أخي الحبيب أتُراك بعد هذه الكلمات تترك الصلاة؟!

إني لا أظن ذلك، ولكن إذا دعتك نفسك إلى ذلك فذكرها بموقف الإسلام من تارك الصلاة، كما هو مذكور في كتب الفقه.

وخلاصة هذه الآراء أن من ترك الصلاة جحودًا بها وإنكارا لها كَفر وخرج عن ملة الإسلام، بإجماع المسلمين. أما من تركها مع إيمانه بها واعتقاده فرضيتها، ولكن تركها تكاسلا وتشاغلا عنها بما لا يُعد في الشرع عذرًا فقد اختلف في أمره؛ فمن الفقهاء من يكفره أيضا ويرى وجوب قتله، ويستندون في ذلك إلى أحاديث واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم-؛ مثل قوله:

· عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: "بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة" (رواه أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة)

· عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم- : "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر" (رواه أحمد وأصحاب السنن).

· وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم- أنه ذكر الصلاة يوما فقال: "من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورًا ولا برهانًا ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف" (رواه أحمد والطبراني وابن حبان).

قال الشيخ السيد سابق: "وكون تارك المحافظة على الصلاة مع أئمة الكفر في الآخرة يقتضي كفره".

قال ابن القيم: "تارك المحافظة على الصلاة إما أن يشغله ماله أو ملكه أو رياسته؛ فمن شغله عنها ملكه فهو مع فرعون، ومن شغله عنها ماله فهو مع قارون، ومن شغله عنها رياسته ووزارته فهو مع هامان، ومن شغله عنها تجارته فهو مع أبي بن خلف.



أما الأحاديث المصرحة بوجوب قتله:

· عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم- قال: "عرى الإسلام وقواعد الدين ثلاثة، عليهن أسس الإسلام، من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم: شهادة أن لا إله إلا الله، والصلاة المكتوبة، وصوم رمضان" رواه أبو يعلي بإسناد حسن، وفي رواية أخرى: "من ترك منهن واحدة فهو بالله كافر ولا يقبل منه صرف ولا عدل، وقد حلَّ دمه".

· وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم- قال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة؛ فإن فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله عز وجل" رواه البخاري وسلم.



ولكن من الفقهاء من لا يرى كفر تارك الصلاة تكاسلا، ولكن يرون أنه فاسق وعاص، ومن هؤلاء أبو حنيفة ومالك والشافعي؛ ويرون أنه يستتاب فإن لم يتب قتل حدًّا عند مالك والشافعي وغيرهما، وقال أبو حنيفة: لا يقتل بل يعزر ويحبس حتى يصلي.



هذا يا أخي الحبيب حكم الإسلام في تارك الصلاة، فأسألك بالله هل تقبل أن يشكك أحد في إسلامك؟

هل تقبل أن يقال عنك: إنك يهودي أو نصراني أو لا دين لك؟

هل تقبل أن يكون حكمك في الإسلام أن تقتل ولا يصلى عليك ولا تدفن في مقابر المسلمين؟

هل تقبل أن تحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأمية بن خلف وغيرهم من أعلام الكفر؟

أعتقد أنك عاقل ولا ترضى ذلك. وما دمت لا ترضى فليس أمامك إلا طريق واحد ألا وهو الصلاة.

إن الشيطان قد أخذ على نفسه العهد أن يضل ويغوي من استطاع من أمة الإسلام، وأول إضلاله أن يحاول أن يبعدك عن الصلاة؛ فهو يفرح إذا رآك بعيدًا عن الصلاة، ويحزن إذا رآك محافظًا على الصلاة؛ فعليك أن تحزنه وتخزيه بإرضائك لله عز وجل- والمحافظة على الصلاة في أوقاتها.

فمن الآن انفض عن نفسك غبار الغفلة والتكاسل وقم إلى الصلاة متى سمعت الأذان مهما تكن الظروف.

وفى النهاية

أخي الحبيب من قلب محب لك مشفق عليك يخاف عليك عذاب يوم عظيم أقول لك:

إذا ضاقت نفسك يوما بالحياة فما عدت تطيق آلامها وقسوتها..

إذا تملكك الضجر واليأس..وأحسست بالحاجة إلى الشكوى فلم تجد من تشكو له..

إذا اقتفت ذنبا في غفلة من أمرك فقمت على لدغات ضميرك تؤرقك...

إذا انتكست رأسك خجلا من نفسك وأحسست بالندم يمزق فؤادك...

إذا أحسست خطيئتك سجنا يحيط بك من كل جانب حيثما توجهت سد عليك الأفق وحجبه بالظلمات فتذكر أن لك ربا غفورًا يقبل التوبة .. ويعفو عن الزلة قد لك فتح بابه ودعاك إلى لقائه... رحمة منه وفضلا، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم-:

"أرحنا بها يا بلال"

إنها الصلاة

باب الرحمة وطلب الهداية

اطمئنان لقلوب المذنبين والبؤساء

معقل المسلم ومفزعه

ميراث النبوة بروحها وأحكامها متوارثة في الأمة بظاهرها وباطنها
وصدق صلى الله عليه وسلم: "وجعلت قرة عيني في الصلاة".
المسلمانى
المسلمانى
Admin
Admin

عدد المساهمات : 176
نقاط : 418
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 10/02/2010
العمر : 45

https://elmaslmany.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الصلاة Empty رد: الصلاة

مُساهمة من طرف على امور الخميس أبريل 22, 2010 7:57 pm

الصلاة عماد الدين

جزاك الله خيرا

على امور
عضو جديد
عضو جديد

عدد المساهمات : 1
نقاط : 1
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 06/04/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى